28‏/01‏/2009

فى "معرض" الكلام

كنت أقلب مابين صفحات الويب الخاصة بموقع "موالى" حينما وقعت بالصدفة على كنز أغانى لمحمد ثروت.. ومن بين الذهب والياقوت والمرجان انتشلت ألبوم أغنيات مسلسل "الكهف والوهم والحب".. وبدأت أسمع الغنوة تلو الأخرى وأخى بالجوار يتسلطن هو الآخر.. وعندما أخبرنى أن هذ الألبوم "كان عندنا وسف.. وسألت عليه ف صوت القاهرة مالقيتهوش" لاإرادياً سجلت ذلك فى مفكرتى الذهنية واتجهت نحو جناحهم بمعرض الكتاب- بالمناسبة عاملين عروض خطيرة منها إن الخمس شرايط قرآن بخمس جنيهات لا غير وأيضاً الخمس شرايط لكبار المطربين بثمانى جنيهات!!!-فدخلت أتهادى وبعد 3 "لو سمحت" لم يسمعها البائع المسئول عن شرائط الكاسيت لإنشغاله مع أحد الزبائن:
كان فيه شريط لمحمد ثروت بتاع مسلسل قديم .. ياترى موجود؟
أيوه ..اسمه "هاكتب جواب".. لا والله مش موجود...... مش انتى م المنصورة؟ وجيتى السنة اللى فاتت مع والدتك؟
أيوه أنا.. ايه ده! أنت لسه فاكر؟؟!
أيوه طبعاً.. طب هو لو مش موجود ف المنصورة ممكن تجيبيه من المركز الرئيسى ف العباسية
جميل.. لو حد نزل يبقى يجيبه من هناك بقى
أنا ممكن أطلبه وحد ييجى ياخده من هنا
لا خلاص مفيش داعى
إلا قوليلى.. هما بنات المنصورة دايماً حلوين ليه؟
لا مش شرط! دى سمعة بس.. متشكرة أوى.. سلامو عليكو
********************
أنا أعرف إن المختص بجناح معين المفترض يكون على دراية بالكتب اللى عنده.. ماعلينا من إن المفترض كمان يكون فيه قايمة بكتب كل قسم... تلك كانت الأفكار التى شغلت ذهنى بعد أن سمعت أسئلة كثيرة من الجمهور لمسئولى أجنحة الهيئة العامة للكتاب وكذا الأهرام وقد قوبلت ب "ماعرفش!" جافة وكأن صاحب السؤال قد سب المختص.. كانت متعة حينما أجبت على سؤال فتاه بأن "كتب عبد الوهاب مطاوع تلاقيها فى الدار المصرية اللبنانية" وأعتقد أيضاً أنها كانت نفس المتعة لدى صديقتى عندما صححت معلوماتى -وأنا أجيب عن سؤال سيدة- وأوضحت بأن "لأ ياهبة! كتب سلاح التلميذ مش ف نهضة مصر.. دى كتب الأضواء اللى هناك"
******************
أسرنى جناح "أخبار اليوم" ليس فقط بإصداراته وتنظيمه بل بتعاون القائمين عليه.. فبعد بحثى الطويل عن خواطر بيكار التى كان يكتبها منذ زمن فى الجريدة- وكان أبى يحبها ويتابعها بشغف- وجدتها كاملة فى كتاب أرشدنى إليه رجل مهذب للغاية بل وأضاف بأن "عناوين مكتبات الأخبار مطبوعة ع الأكياس" حتى لا "أدوخ" على الإصدارات بعد انتهاء المعرض
*****************
ننزل من ذلك المينى باص المجانى -تحفة أرض المعارض- لتمارس أمى هوايتها فى التواصل مع البشر
- أمى:ماتقلقوش! فيه أماكن
-مجهول: وحد قال لِك إننا قلقانين؟!

***************

كنت قد راجعت المخطط العام للمعرض حتى أمر على أكبر قدر من الأجنحة دون تضييع الوقت فى السؤال عن الأماكن
-أنا: طب خلينا نمشى بالترتيب كده.. ندخل سراى 2 الأول و...
-مجهول: هو يعنى الخريطة موضحة أوى عشان تمشوا عليها
-أنا:أيوه شويه.. هو حضرتك عايز تروح فين؟
-نفس الرجل: عايز هيئة الكتاب
-أنا: هى دى سراى 2.. واللى بعدها 3.. وبعدين هتلاقى 4 اللى فيها الهيئة.. ادعيلنا بقى
-الرجل ذاته: الله يكرمك

**************************
فى جناح أخبار اليوم تعجبت لوجود كتب مكتبة الأسرة لسنوات ماضية.. وأمسكت صديقتى بكتاب أخذت تقربه من عينيها لتتأكد من سعره فأخذته منها وأكدت لها بأن سعره "جنيه ونصف".. وألتقطت أنا الأخرى كتاباً بنفس السعر
الكاشير: إنتى إديتينى جنيه ونص؟
أنا: أيوه
الكاشير: طب اتفضلى (ومد يده بخمسة وسبعين قرشاً موضحاً أن الكتب تتمتع بتخفيض 50% !!!!!)
أنا: ايه ده.. بجد؟!

***********************
بالقرب من سراي 5 تنساب موسيقى كلاسيكية لا محل لها من الإعراب.. فأعلق:
ايه المزيكا اللى مشغلينها دى؟! مش ماشيه مع الجو العام أبداً.. دى تتشغل ف دار الأوبرا ونظام "تسمحيلى بالرقصة دى؟"
فتبدأ صديقتى فى الدندنة بأغنية فيلم "زى النهاردة"- تسمحيلى بتانى رقصة- فننشغل بالحديث عن الفيلم والغنوة وننسى الموسيقى الكلاسيكية التى لا تتماشى مع أناس يهرولون وأطفال يصرخون وشباب يلتهمون الوجبات السريعة
*****************
فى الفوود كورت وبعد ورٍ كثير وعطشٍ فى يومٍ بدى صيفياً..وحتى تأتى صديقتى بالسندوتشات الساخنة
أنا: إزازة ميه صغيرة لو سمحت.. كام؟
البائع: اتنين جنيه ونص

***********************

فى عرضٍ علمت بعدها أنه "عرض شارع" لفرقة المسرح الطبيعى البريطانية بعنوان "الحقيبة الوردية" سألنى أحد المشاركين بعد دردشة قصيرة
And are you married?
فأجبت بالنفى
وعندها.. وبلكنة إنجليزية مفخمة.. قال:
You must be waiting for somebody special

************************
إن مررت على صالات العرض المكشوف بالقرب من بوابة 10 سواءاً كنت فى طريق الدخول أو الخروج من المعرض.. ولو تكرر مرورك عليه سينقض عليك نفس المندوب ذو البدلة الكحلية وستسمع الإسطمبة ذاتها:
مساء الخير يافندم.. تحبى تاخدى فكرة عن العروض اللى عاملينها ع اللابتوب..
وحتماً ستحاول التملص.. فإن كنت فى طريق الدخول يبقى: هنعدى عليكو واحنا خارجين!
وإن كنت فى طريقك للخروج سيأتى ردك سريعاً: معلش أصل مستعجلين