23‏/09‏/2008

سرسب

فجأة ودون مقدمات كافية تهيأ البنى آدم للفراق يقرر الشهر الكريم الإنفلات والإختفاء لعام جديد.. أتابع نسبة الهدوء النفسى وهى تتراقص مابين إرتفاع وإنخفاض على شاشة حياتى وأواصل الأيام القليلة الباقية بخلفية من بيانو خيرت الناعم وصوت حنان ماضى وكلمات سيد حجاب: سرسب فى ليل وحدتنا وسيب على جبيننا أثر خطوتك! وبعد شمس العصر ييجى الأصيل.. والليل طويل فين يانهار زهوتك؟؟ لا الحزن باقى ولا الشباب بيدوم وإزاى يا قلبى دنيتك غرتك؟؟ --- أسئلة تعجبية كثيرة تفضى بنا إلى الحقيقة المرة بالأوى التى نسلم بها فتجعلنا ندندن: دوووور يا زمن دور وخدنا فى دايرتك! يصف تليفونى المحمول حالتى فى أيام كتلك- عشرة عمر بقى- حين يقرر اليوم ألا يستجيب للشحن رغم أننى تركت الشاحن ليعمل قرابة الست ساعات.. أنزع السلك لأجد البطارية شبه فارغة.. وكذلك فإن شبكة موبينيل الجديدة- كان مالها بس اللى اتباعت لشون بونجو؟- قد منت على بنصف شرطة خارج المنزل وداخله وفى كل مكان ذهبت إليه.. أحاول الإتصال بأبى لأعرف آخر تطورات حالته فتتهادى الأسهم على الشاشة وتفيد بأنه جارى الإتصال لتحبطنى من جديد برسالة Error in Connection فلا أستسلم إلى أن أكلمه وأطمئن إلى حد ما.. أقرأ القرآن فتتألق معانى سورة الكهف بعد أن أدركت تفاصيل قصصها من برنامج عمرو خالد.. أليس جميلاً أن يعلمك أحد المعانى فى قالبٍ شيقٍ كهذا؟ أدعو الله بإنشراح الصدر وزيادة العلم فكل يوم محسوب بدقة ولا مجال للكسل.. فحتى وإن حزنت أو أصابتنى أشد نوبات الضيق قسوة "سيدور الزمن وسيأخذنا فى دائرته" كما قالها الشاعر حكمة فى غنوة تركتها تنساب فى جنبات المنزل قبيل الفجر.. فأصلى وأنام وأذهب لعملى وأعود لتطبيق الغسيل وتحمير القطائف وإعداد مشروب الزبادى وتسخين الأصناف المعدة مسبقاً.. ومابين حوض ومياه باردة وفرن بنار حامية وخلاط دائر وكلمات التهوين من أخى كانت عيناى تدور حائرة وقلقة وخائفة من دوران الزمن بسرعة لم تعد تسمح بإستيعاب مايجرى حولى