18‏/08‏/2008

هواء نقى


جلس الكبار فى الشرفة أملاً فى نسمة صيفية تلطف من حدة الحوار وتخفف من تركيز دخان السجائر ولعلها تعمل أيضاً على تهدئة العلاقات المتوترة.. وذلك بينما كان من الطبيعى أن أخرج ما بجعبتى لأمتع الصغار.. وحتى الآن لا أدرى سبب إلقاء الكبار بتلك المهمة على عاتقى.. توجهت نحو الغرفة دون أى تخطيط لما سأفعله معهم..لابد أن مفردات غرفتى قد كبرت ولم تعد تجدى.. لم أفكر كثيراً وتركت الأشياء -كما يصفها أحد الكبار- تذكرنى بنفسها.. ففتحت المكتبة واستقبلتنى علبة الكوتشينه الجديدة وكان أحد الكبار قد كسبها مع علبة لسكر الريجيم ومرضى السكر..أسلمها لأحد الصغار على وعد منه بأن يعلمنى كيف يلعبون الكِنت ووعد منى بأن أعلمه الشايب.. ووجدت أيضاً مفكرة بحجم إحدى الصغار فأيقنت أنها أولى بها منى فقد كبرت عليها كما أن المدونة الإلكترونية قد أشبعت كل رغباتى فى الكتابة وحجم صفحاتها يتناسب معى الآن.. ولا أنسى إرفاق قلم بالمفكرة فما أكثر الأقلام فى مقلمتى ولكن مؤكد أن أصابع تلك الصغيرة الرقيقة لم تمل الأقلام بعد.. وفتحت بعدها جارور الأقلام الملونة وسألت على استحياء "لسه بتحبوا التلوين؟" ..وعندما تلقيت الردود المفعمة بالحماس أخرجت بعدها علبة الأقلام الفلوماستر ذات السن الرفيع وكذا الغليظ.. وبناءاً على رغبة مختلطة بالأسى أستبعدت الألوان الخشبية الباهتة التى أشتركت معهم فى كرهها.. ومنعاً للإحراج وهروباً من تلبية رغبات الصغار العجيبة فى رسم ما سيقومون بتلوينه أستعين بكتاب "كان زمان"...الفنان حلمى التونى يخرجنا من مأزق كهذا بعد أن قام بتجميع عدد لا بأس به من المناظر المصرية الصميمة التى اعتاد عليها الكبار وذلك فى صفحات كبيرة تسع أيدى الصغار والكبار أيضاً لتلوينها .. وقبل التلوين وجب التعريف ولو بنبذة مختصرة عن كل لوحة.. فهاهى صينية القلل وهى من الفخار وكانت تستخدم قديماً قبل زجاجات المياة المثلجة.. ولازالت تستخدم الآن فى الريف.. وهاهى عربة البطاطا.. وعندها ندخل فى معضلة لغوية فالبطاطا عند عمرو-النصف لبنانى- هى البطاطس باللهجة المصرية.. ولكن سرعان ماتساعدنى منى -وهى الأخت الأكبر والأكثر مصرية وذلك لعشقها لأبيها- فى الشرح وتوضيح الفرق.. وأنتقل إلى بائع العرقسوس وبائع السميط وغزل البنات وأبراج الحمام وعربة الكشرى وعربة الترمس وعربة الفول وعروسة المولد والحصان الحلاوة والأراجوز اللوز.. وبينما أشرح بصوت عالٍ أتعجب لحال المصريين فمعظم المناظر تعلقت بالمأكولات والمشروبات.. وأمر بصندوق الدنيا لأعلق بأنه كان متعة أطفال مصر وخاصة فى الأحياء الشعبية وذلك قبل ظهور التلفزيون والدِش والكمبيوتر.. وكان الصغار ينكبون على الفتحات الدائرية لمشاهدة بعض الصور التى يتحكم فى حركتها ذلك الرجل الذى يعلق عليها كما أعلق أنا الآن.. وتسأل الصغيرة "طب الصور دى بتتغير؟ أصل كده لو شافوها كلها مش هيروحوا يشوفوها تانى!".. وللأمانة العلمية أطلب منها أن تسأل أحد الكبار فأنا لم أعاصر هذا الإختراع .. وسرحت قليلاً وتذكرت كيف أن برنامج الباوربوينت المايكروسوفتى ماهو إلا فكرة مطورة من صندوق الدنيا.. تتعاقب الشرائح واحدة تلو الأخرى بحركات وتعليقات نعمل على تحضيرها مسبقاً ولابد أن يستعد صاحب العرض التقديمى لأسئلة كتلك.. ولكننى لم أكن مستعدة ..لقد اكتفيت بأن أستنطق الصفحة لتحكى لى قصتها وأنا بدورى ألخصها للصغار.. ومررنا بالقرداتى والمصوراتى وسنان السكاكين وتوقفنا قليلاً عند فرقة حسب الله التى تعرفت عليها منى وذلك لأنها رأتها فى فيلم لعبدالحليم حافظ وأخذت تذكرنى بتفاصيل الفيلم لنتوصل إلى اسمه ولكن لم تسعفنى ذاكرتى.. وأنتقلنا بعدها للمسحراتى واتسعت عيناى دهشة حينما أخبرنى عمرو بأنه يعرفه.. ولكن مرت ثوانٍ علمت بعدها أنه يقصد الساحر فانخرطت فى شرح الفرق.. ووصلنا بعدها للوحة فوانيس رمضان ولأن رمضان على الأبواب قررنا تلوين هذه اللوحة تحديداً.. وكانت الفوانيس ثلاثة بعددنا.. وبدأنا التلوين على خلفية من برنامج "دارك" بدلتها لتصبح فيلماً أبيض وأسود.. وعندها تصيح منى "هو الفيلم اللى كنا عم نحكى عنه.. سبحان الله!" ويتضح من الفاصل أنه فيلم "شارع الحب"..وانتهينا من فقرة التلوين لنبدأ فقرة الكوتشينة .. نلعب الكِنت لأكسب أكثر من مرة وأنا مجرد مبتدئة فأعى أن سعيد الحظ فى اللعب هو تعيس الحظ فى الحب كما تقول أمى دائماً.. ويتعلما الشايب فى ثلاثة أدوار كان لها نفس السيناريو: يبدأ الشايب رحلته من عندى لينتهى عند الصغيرة منى بينما يرقص عمرو ويقوم ببعض الحركات البهلوانية حين ينجو من وقوعه بين يديه.. نحتفل مع الكبار بعدها بقرمشة بعض شرائح الخيار والجزر والتقاط الصور فى محاولة قد تبدو فاشلة لتجميد لحظات حلوة.. كنت فقط أطمع فى تعبئة الهواء الذى صدر عن مروحة المصانع الحربية الأنتيكه وكان نقياً.. كما وددت أن أبقى على ذكرى تلويننا لفانوس رمضان هذا العام الذى بدى لى على الورق حقيقياً.. وهل حقاً سعيد الحظ فى اللعب هو تعيس الحظ فى الحب؟ أشك! فبم أفسر عدم صبر الصغير لأن أنخفض بقامتى ليقبلنى قبل الرحيل واكتفاءه بمنحى حضناً دافئاً وتقبيلى من خصرى! لم أتعلم يومها لعب الكِنت فحسب.. فلقد تعلمت كيف يكون الحب تلقائياً

هناك 15 تعليقًا:

غير معرف يقول...

بعشق تفاصيلك بجد ياهبه بعشقها
ماعلينا البور بوينت حلو؟
اللي بيشرحه لك حلو ؟
ولا عله برضه!!!
هفوت عليكي بكره باذن الله
معلش الكريدت بتاعي فنش ياهوبا
يلا سلام لحد مااشوفك

Mahmoud البطراوى يقول...

اولا احيي قريبك ده انه اتجوز لبنانيه
:D
ولو ليها اخوات يبقى هشكرك من قلبى يا هوبه لو عرفتينى عليه وبقيتى محضر خير
:D

وبعدين ليه اندهشتى من انهم اوكلوا ليكى انتى اللعب مع الاطفال؟؟

لانهم عارفين ان قلوب الاطفال بتحب بعض
وانتى قلبك قلب طفل .. وطفل جميل كمان

عارفه السعيد فى الحب تعيس فى اللعب
بس لما بتبقى سعيد فى اللعب قلبك بيعرف السعاده وبيدمنها وبيدور عليها
وفى حالتك لازم يلاقيها

هوبه انا منتظر بوست جديد منك من زمااااان وحاسس انى لسه عايز اكتب كومنت تانى
هرجع لك تانى
اوعى تمشى

هبة المنصورة يقول...

مياده!
أنا كمان باحب مدونتك وحواديتك.. فمن القلب للقلب ميسينجر يا عمة حماده
الباور بوينت هايل.. وخلصته على خير الحمدلله....هستناااااكى :)
#####

بطوط!
أنا كاتبه التدوينه دى عشانك والله.. بس افتكر الجمايل دى بس!
بالنسبة لمرات عمى فلها أخوات بس كبار ومتجوزين سيادتك! وبعدين مالهم المصريات؟؟ على الأقل هتفهمها وتفهمك بسهولة ومش هتحتاج فترة تذاكر وتتعلم إن البراد باللبنانى يعنى التلاجه والعوينات يعنى النضاره وحاجات كتير بقى تقعد قدامها شويه مع كذا ايه؟ وقصدك ايه؟
وعلق براحتك يامحمود.. أنا معترفةإنى طفلة بتشبط وبتحب التعليقات الكتير

Mahmoud البطراوى يقول...

اول لقاء مدونين اروحه كان بتاع اسكندريه من كام يوم

وفضلت اتلكم عن مدونتك كأقرب مدونه لقلبى

كنت بقولهم انها ماشيه طول اليوم بكاميرا وهووووووب تاخد صوره من الحياه كده يمكن مش ملفته للنظر وتبدأ تفصص بدرجه تهبل



-----

تعلمتى كيف يكون الحب تلقائيا؟؟
هذا يحدث فى دنيا الصغار .. هل يتعلمه الكبار!!
اشك

---

أستبعدت الألوان الخشبية الباهتة التى أشتركت معهم فى كرهها..

كل ما اقر البوست اضحك على الجمله دى اوى

--
بالحق يا هوبه قبل ما نسى مرات قريبك ملهمش جيران , اصحاب من بعيد حد كده فى حدود 21 سنه يقل سنتين يزيد واحده شغال
:D
وياريت كمان يجيبلى قاموس للهجه بتاعتهم اتسلى فيه على ما يلاقى لى عروسه

ال مصريه ال
دا انا احلى من نصهم
اتجوز واحده انا احلى منها!!!!!
:D
ههههههههههههههههههههههه

هبة المنصورة يقول...

رحت اسكندرية يابطوط؟ ياااااااااابختك.. أنا السنه دى عرفت معنى شهر 8 بجد.. لا اسكندريه ولا صحاب ولا خروجات حلوة إلا ماندر
فمن غلبى لقيتنى باصور أبو قردان اللى على هامش الصفحة ده وكمان شجر الورد وباحاول أستمتع بالحياه فردانى

هتلاقيها والله يابطوط! وهتبقى بنت مصرية صميمة.. أما عن الجمال فده نسبى وفيه مقوله أنا مؤمنة بيها وهى إن
Beauty is in the eye of the beholder
يعنى اللى تشوفها وحشه ممكن غيرك يبقى هيتهبل عليها لإن هو شايفها حلوة

متشكرة جداً ع الدعايه الهايله دى.. وكمان ف اسكندريه! اللى هى بلدى التانيه بعد المنصورة.. يامين ياخدنى مكتبة اسكندرية! ولا يعزمنى على جيلاتى عزة :(

بذرة امل يقول...

هبة ازيك مروة جمعة حاكتيلى عنك كتير
وكان واضح من كلامها انك انسانة رقيقة جدا
وباين اوى انك مغرمة بالاطفال
زى حالاتى
بصى انا معاكى ما فيش احسن من البنات المصريات مش تسمعى كلام بطوط

هبة المنصورة يقول...

بذرة أمل! قد ايه الإسم جميل! بالمناسبة بقى بذر باللبنانى يعنى لب بالمصرى

ومين مايحبش الأطفال وخصوصاً لو كانوا لذاذ كده؟؟
أما موضوع رقيقة ده فدى سمعة بس.. ماتصدقيش

غير معرف يقول...

هبه ما تدينا والنبي تدوينه رمضانيه
من الغيار التقيل عشان انا نفسي استمتع بتفاصيلك الرمضانيه ينوبك فيا ثواب
كل سنه وانت طيبه ياهبه انا عارفه ان انت رمضان بدء بدري مااحنا شوفنا الهلال بقي انت عارفه ههههههههههههههه
رمضان كرررررررررررررررررررررررريم

هبة المنصورة يقول...

الله أكرم.. كل سنة وأنتى طيبة ياميدى

مافرقتش بقى شفنا الهلال على عربية إسعاف ولا مقشة الست نجمة ولا فعلاً لمحناه ف السما الكحل.. المهم نحس بهلته علينا

كلام ف سرك: حاسه إنه جاى بدرى السنه دى ومش موافق موود لطيف خالص.. وأنا لما باقفش باشفق- شفتى الجناس ده!- ع الناس هنا.. بس على أى حال ممكن انهار واكتب تدوينه غامقه برضه.. حاجه كده بلون القراصيه

عصفور طل من الشباك يقول...

أولا وحشتيني موووت
ثانيا آسفة إني بقالي كتييييييييييييير ما دخلتش وأوعدك إني مش هتأخر تاني كده

ثالثًا إنت حد جميييييييييييييييييل أوي ياهبة

جميلة من جوه وبتشوفي الحاجات بشكل حساس وإنساني

بحبك ورمضان كريم

هبة المنصورة يقول...

أنا كمان وحشتنى البنوته اللى ف صورة بروفايلك يا رحاب.. الواحد بقى فيه شبه كبير منها اليومين دول

دعواتك لحد ماعرف أشوفك.. قريب إن شاء الله! أنا زهقت م التعليقات هنا والرسايل القصيرة

محمد فكري يقول...

جميل جداً...
بجد..
قد يكون أول وجود ليا هنا..

بس هاكون متابع دايماً ان شاء الله..

مع تحياتي..

وكل سنة وانتي طيبة

هبة المنصورة يقول...

وأنت طيب يا محمد

رمضان كريم.. وخطوة عزيزة :)

غير معرف يقول...

ههههههههههههههه
واااااااااااااااء
ههههههههههههههههههههه
واااااااااااء

هايل

هاااااااااااااااااايل فوق المعنى

يا رب تعتبرينى طفلة يا هوبة يا رب

اخر جملة هى برونز السحر فى البوست ده
صح جدااااااااااا

من الحاجات اللى رب من عليا و عشتها هو المعنى ده

على فكرة انا بحب الالوان الخشب اكترررررررررررررر

هبة المنصورة يقول...

بتحبى الألوان الخشب؟! طب ماتلونيش معانا بقى... هههه.. عالم جميل يا ايمى مش كده؟ هواه نقى فعلاً! من الصحاب الجداد ابن زميلتى واسمه "أدهم".. برضه دخلتله من مدخل الرسم وكل ماشوفه أرسمله عربية.... وأخيراً حفظ اسمى.. وماتتصوريش مدى سعادتى بده :)