09‏/03‏/2008

اللى مايعرفش يقول بيمبو






بدأت قصة الحب فى سنة أولى جامعة.. يتحدثون عنه كثيراً.. محبوب هو.. وله شعبية تعدت حدود بلدته لتصل إلى قلوب وعقول الكثيرين ببلدتى.. كان له من المنافسين مايمكنه مسحه بأستيكه.. ولكننى أحببته هو.. لا لم يكن حب من طرف واحد.. فقد كان يعطينى بقدر ما أعطيه بل وأكثر.. كريم هو.. لأ! مش اسمه بل طبعه ماأقصد.. كما أنه أنيق وأنا باضعف قدام الشياكه.. ولم يكن إعجاب عابر سيتلاشى ويروح لحاله مع الوقت.. وبمرور الأيام كانت النظرة.. فالإبتسامة.. فالموعد.. فاللقاء.. فالشراء!
قاموس أوكسفورد (إنجليزى-إنجليزى) فخيم وبسعر زهيد مقارنة بأسعار اليومين دول.. خمسة وأربعون جنيهاً ألتقطهم صاحب المكتبة بسرعة قبل أن أغير رأيى وأقول "لا معلش أنا اكتشفت إنه مش بيحبنى قد ما بحبه" أو أوضح أنه "ماطلعش قد المسئولية وعايز يقضى يومين حلوين وخلاص"..أصطحبه إلى البيت لأعرفه ببقية أفراد عائلتى الصغيرة.. فربما يتعاملون معه قريباً فكان لازم يبدأ ياخد عليهم وياخدوا عليه.. ثم أدخله غرفتى وأتركه ليتأقلم على جو المكتب ويختار ركنه المفضل فلا يشعر بالغربة إن أخذته على السرير بمصاحبة رواية ما أو تنزهت معه فى أوضة السفرة.. لابد أنه سيدرك أننى لم أهمله قط ولكن أردت أن أظل بجواره طيلة الوقت.. كنت أشعر بالأسى فى لحظات الفراق أيام المحاضرات..فأكتفى بباى قصيرة حتى لا أجهش بالبكاء.
لم أخجل أبداً من الإستعانة به وقت الشدائد.. فى موسم الإمتحانات وفى غير موسم الإمتحانات.. صيفاً وخريفاً وشتاءاً وربيعاً.. يقف بكل زهو على رف مكتبتى ..وفى الأيام الحارة يمدد جسده فوق بنورة المكتب الزجاجية الباردة.. وفى الشتاءات الزمهرير يستدفئ ببطانية صغيرة أفرشها على المكتب -كانت بطانيتى وأنا نونو.. شفتم باحبه قد ايه؟ كيف لا أحبه وأعشقه وهو الذى رحمنى من اللجوء لمدرس مابيفهمش حاجه بعد محاولات مع أمى تبدأ بسؤال برئ منى عن معنى أو نطق كلمة أو كيفية استخدام تعبير معين لتمر ب "امممم.. ممكن يكون معناها كذا.. بس أنا سمعتها قبل كده مستخدمة بمعنى كذا..ورينى كده السبيلينج!"..لتنتهى ب "لأ.. مش عارفه بصراحة..اسألى مدرسك!".. يزداد حبى له ولوريقاته التى زادت عن الألف والستمائة فكانت أشبه بالميلفيه المغطى بمربى المشمش.. أضحى ببعض من نظرى فى سبيل قراءة خطه المنمنم.. يشجينى صوته.. ولا يقنعنى غير رأيه.. قد أستعين بأقرانه من اللونجمن والمورد والهانز فير ولكن أترك له الكلمة الأخيرة.. فهو أول من منحنى ثقتى بذاتى.. فجعلنى أشعر بالفخر الذى لا يصل بأى حال من الأحوال إلى الغرور.. فنعم أعلم أنه تخصصى وأعى أننى وصلت إلى مرحلة متقدمة من دراسة اللغة الإنجليزية.. ولكنها ليست لغتى الأم بأى حال.. ده حتى أمى كانت بتقول لى "اسألى مدرسك!".. أؤمن بأن فوق كل ذى علم عليم.. يبقى ليه أتفزلك وأعيش دور قاموس متخفى فى شكل هبة؟
فى سنتر الكمبيوتر وقد كنت أتلقى أولى دروسى فى الويندوز.. تشملل الباشمهندس وصاح "ودلوقتى بقى هنعرف إزاى نعمل تاور ف الويندوز".. أفكر للحظات..ايه ده؟ هنعمل برج ف الويندوز إزاى؟ بس على كده لازم نراعى إرتفاع البرج ده! أفيق على صوته ثانية "معايا ولا ف الطراوه؟".. طبعاً لازم نبقى ف الطراوه مش بنينا برج بقى.. حقنا نقعد شويه ع الرووف.. سرعان ما أدرك أنها تووور-أى جولة- وليست تاور.. الإختلاف فى الهجاء والنطق.. "ربنا يخليك ليا يا أوكسفوردى يا حبيب قلبى"..أقولها فى سرى وأدرك حقيقة الأمور.. فإن كنت بيجينر فى عالم الكمبيوترات فأنا والحمدلله أدفانست فى اللغة.. فعلاً صعب أوى الواحد يبقى بيرفكت فى كل المجالات..فالكمال لله وحده! لم يكن ذلك هو الموقف الوحيد الذى ترك لى هذا المعنى فى رسالة قصيرة.. فصحبة قاموسى الحبيب منحتنى الكثير..إشى رسايل موبايل وإيميلات وكروت وهدايا وورود.. لأ مدلعنى بصراحة ومدينى ثقة بنفسى ومساحة حرية كده مابحسهاش مع حد غيره.. يعنى مثلاً فى عيد الحب الأخير وقد كنت كعادتى أتفقد يفط المحلات فى لفه أول ألون فى شوارع المنصورة- أكيد أول ألون..أنا ماقدرش أخون أوكسفورد بعد كل حبه ده- رأيت سانتا كلوز فى لافته مضيئة حملت اسم محل الهدايا الذى تكدس بالدباديب والقلوب وكل مفاجآت بابا نويل -ده إن كان ممكن يبقى متواجد فى البلد فى هذا الوقت من العام.. وأدركت إنه كان هيزعل أوى لو شاف اسمه مكتوب غلط..وبالبنط العريض وعلى يفطة المحل


santa close

معلش أنا باعتذرلك بالنيابة عن اللى كتب اليفطه.. فلم يمن الله عليهم بأوكسفورد جميل يحبهم ويقول لهم إنها بتتكتب بالشكل ده:

Santa Claus

وحتى وإن وجدوا فلن يعيدوا كتابة اليفطه يعنى.. ده بؤس ايه ده؟ مشيها مقفول! أصل سانتا كان مقفول منهم عشان بيغلطوا ف اسمه.. لم أدقق بعدها فى أسماء المحلات.. ولكن جذبتنى عبارة مرشوشة باللون الأحمر على سور الجامعة:

Happy Valantine

وحينها خمنت بإنه أكيد طالب من قسم إنجليزى حب يعرف البنوته اللى بيحبها إنه دخل القسم ده بالذات عشان يبعبرلها عن حبه بالإنجليزى.. رونان كيتنج ايه اللى أنتى بتحبى تسمعيه؟ داحنا جامدين جداً وبنكتب كلمة فالانتاين بدبل ايه- حرف الايه مرتين يعنى..ايه؟ ايه؟ فى حاجه؟؟!

تذكرت وقتها كيف أننى كنت زعلانه من أوكسفورد فى سنة رابعة.. أخدت منه موقف لفترة من الوقت.. ليه؟ أى علاقة عاطفية بيتخللها أزمات.. وأى قصة حب بيبقى فيها مطبات.. طبيعى جداً! المهم ماكنتش باخد رأيه فى حاجات كتير.. عرفت بقى القواميس الأونلاين وبدأت أحس إنى كبرت عليه! ولسه هاشيله وهو تقيل كده وأدور فيه ونتناقش زى زمان؟! ولكنه لقننى درساً لن أنساه إلى يومنا هذا:

كان الضيف الأمريكى قد وصل مصر أهلاً وحل بمدينتنا سهلاً ..وكان ذلك بعد أيام عديدة من الإستعدادات والبروفات.. يجتمع رئيس القسم بنا لنتناقش ونتحاور ونقرر بروجرام الرحلة هيبقى شكله ايه.. ولماذا نحن بالذات؟ مجرد ثقة من رئيس القسم وإحساس بإننا هنشرفه قدام بروفيسر دونالد الذى حتماً قد جاء محملاً بالكثير من الإنطباعات المسبقة.. كنا قد قررنا أننا سنوفر وليمة فى معمل 5- أنضف وأحدث معمل لغات فى الكلية.. وأما عن المأكولات والمشروبات فسنتولى أمرها جميعاً بعد أن حمل رئيس القسم على عاتقه توفير اللحوم والحاجات الصعبة فى طهيها- زوجته طباخة ماهرة! وأما نحن طلبة سنة رابعة اللى بإذن الله هنشرفه تقاسمنا بقية الفقرات لأتولى أنا فقرة التسالى مابعد الغذاء..أطوف فى السوبرماركت مابين الحلوى التى تنوعت ألوانها وأشكالها وتعددت أسماؤها أيضاً.. أستقر على علبة بسكويت "بيمبو" الشهير.. لازم يعرف إن منتج بلدنا متقن ولذيذ.. أبحث بعدها عن أى لبان أو بونبونى مصرى برضه فلا أجد.. ولكن يجذب انتباهى لبان مستورد كنت قد جربته من قبل.. آه! "سباوت"..ده لبان محشو بالعسل! يلا هو وجع سنان رسمى! عشان يحرم ييجى تانى! وفى يوم البوت لك دينر- الغديوه يعنى- المشهود أخذ المذكور أعلاه يأكل ويأكل ويأكل ويبلع بمشروبه المفضل "سبرايت"-وقد علمنا منه أن معناها عفريت..هو كده بقى تندرج فى قائمة المشروبات الروحية ولا ايه؟ وكان كلبوظاً كسائر الأمريكيين وواضح إن الطريق إلى قلبه كان معدته فعلاً التى أخذ يحشوها بكل مالذ وطاب وقد بدت عليه علامات الرضا والسرور.. وقد أوضح بعدها مدى امتنانه وكيف أن كرم الضيافة المصرى لا يفوقه كرم آخر- مين كرم ده؟ وعندما وصلنا لفقرة الكانديز-فقرتى- أخرجت العلب من الأكياس بكل فخر.. وبدأت بال "بيمبو"..أمرر العلبة وأنا أقول فى سرى "كل واحد واحده بس! بلاش استهبال!".. فأخذ الرجل واحدة.. وبعد الخرفشة التى ملأت أرجاء المعمل-كله بقى بيفتح البيمبو..حرمااااااان!- اكتشفنا أنه ألتهم البسكوته على بؤ واحد فى حين كنا لازلنا فى القطمه الثانية أو الثالثة-على حسب حجم بؤ كل واحد وقوة فكيه ..ثم ألتفتنا إليه عندما سأل وهو يتأمل ورقة البسكوت قبل أن يلقيها فى سلة المهملات:

Do you know the meaning of "bimbo"?

أرد أقول ايه بس! مش عارفه اترجم المثل اللى بيقول "أنت ليك أكل ولا بحلقه؟".. لأ! بس مايصحش برضه.. حتى لو أعرفه بالإنجليزى كان على وعلينا كلنا أن نصمت فى انتظار المعنى بعد أن اجتمعنا كلنا على إجابة واحدة بالنفى.. فقال فى هدوء

A bimbo is a woman of an easy virtue

وعلى حسب معلوماتى الكلمة الأخيرة تعنى الفضيلة.. أى المرأة التى تتساهل وتفرط فى فضيلتها.. أقلبها ف دماغى بسرعة.. يعنى "فتاة ليل" أو -لامؤاخذه- "عاهرة"..يانهاااااار! أحول الحديث وألفت الأنظار إلى علبة اللبان.. وأسأله فى خجل :

wot's the meaning of "spout" then?

ونعلم أنها تعنى يتدفق..أيوه فعلاً أصل العسل بيتدفق من قلب اللبان.. نمضغ اللبان -المستورد- جميعاً ونتطرق للحديث عن العديد من الموضوعات ونضحك ونتسامر.. ولازلت أبلع ريقى وقد أحمرت خدودى كلما تذكرت تلك الحدوته و نظرات رئيس القسم يومها التى ترجمتها بإن "كسفتونا الله يكسفكم!".. ومنذ هذا اليوم وأنا أطبع قبلة يومية على وجنة-قصدى غلاف- قاموسى الأوكسفورد وأسترضيه وأستشيره وأطلب منه العون.. ولازلت أتساءل طب كان ماله الشمعدان بس؟؟؟

هناك 12 تعليقًا:

غير معرف يقول...

هههههههههههههههههههههههههههه

يابختك يا عم اوكسفورد والله وحبايبك كتير..
بس فعلا يستاهل البوست الجامد دا..وانا انسى سهر الليالى معاه وخناقاتنا اللى كان هو بس اللى بيعرف يفضها وبدون مايزعل حد فينا..

فكرتيني ياشيخة بالذى مضى..ايام الحج دونالد اللى قعد يحف فى المحشى زى اللى مشافش اكل ف حياته..وللا يوم عزومة السمك بتاعت اسكندرية..فضحنا! هههههههه

وفى الاخر الراجل كت ولا حس ولا خبر ولا حتى كلف نفسه يسأل عن البيمبو!

هييييييييييه..اياااااام

تعرفى انى غلطت انى مخدوت معايا بعد ماسافرت..حسيت بقيمته بجد دلوقتى لما بدات اشك ف كل كلمة لحد ما حسيت انى صديت..

والله وليك وحشة ياعم اوكسفورد..اهو راح وراحت ايامه..

هبة المنصورة يقول...

سهر الليالى! طول الوقت ده وكان بيخوننى! ومع مين؟ مع أعز أصحابى؟! ليه معايا حساب تانى! بس أما أشوفه

الراجل كان صايم بقاله شهر باين.. كل اللى كان بيعمله ياكل وينام.. ولا الهدايا اللى كان محملها وهو مسافر! يلا!آل على رأى المثل اشترى البيمبو وارميه ف البحر

بطوط حبوب يقول...

موقف جامد بجد
والراجل العايب يقوم يترجم مش يكتب المعنى فى قلبه ويسكت دا وادمه " مازمزيلات " لأ الراجل الى تدب فى عينه رصاصه يقوم يترجم


اخص عليه اخص

هوبه لما يجى الحب الحق وحقيق اوعى تخليه يقرا البوست اصل كل الحب ده يخلى اى حب بحق وحقيق يغير مووووووووت

غير معرف يقول...

ازيك ياهوبااااا.... بجد وحشانى كتاباتك اوىىىى....عارفه انا كمان بتغاظ من كميه الاسماء الغلط اللى بشوفها على يفط المحلات... الموضوع تحفه.. ولا موضوع البسكوت ده بقى اللى جديده اوى ههههههه ايه الفضايح اللى المصريين فيها دى....على فكره عايزه اكلمك اون لاين قريب


روز من 360

;)

هبة المنصورة يقول...

بطوط!
أيوه شفت! مش ياكل ويسكت؟!
وحاضر هابقى ألغى البوست ده "لما الوله ييجى"..هههه.. تصور إن الحدوته ف بدايتها خالت على صاحبتى الأنتيم.. قلت لها ماهو على يدك.. كتيييييييير بس فين النفس :)

&&&&&
روز!
لسه ماعرفش اسمك الحقيقى برضه:(
أنا للأسف مش باعمل تشات كتير.. مع بس كل مسافر ومتغرب وكده.. طب ليه مايكونش ليكى بلوج هنا؟ الجو هنا ألطف على فكرة

غير معرف يقول...

مبرووووووووووووك البلوج يا هبه، المشكلة إني لغاية دلوقت بحب بيبو، مع كورونا، من هنا ورايح لما حاشتري واحدة حاقف لثواني كده وأنا باستغرب عن حال الدنيا

هييييييييه يا أما في الدنيا مظاليم

بيمبو! كله إلا ده

----

الفضاء البلوجي نور

:)

هبة المنصورة يقول...

شيمو
بنورك والله

أنا باحب البيمبو برضه.. وخصوصاً النسخة المطورة اللى كلها شيكولاته.. قلباً وقالباً.. أنا بس باستغرب لما جم يختاروا اسم كانت الأسامى خلصت؟ ولا ايه دلالته يعنى؟؟ يمكن عشان غرقان ف الشيكولاته فيشبه فتاة ليل ماشيه ف ظلمات الخطيئة؟! مش عارفه!

هبة المنصورة يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Doaa Samir يقول...

مبروك.. مبروك
ايه الفرحة والبهجة دي..لأ.. بهججة.. أصل تكرار الجيم باحس إن فيه تأكيد على البهجة وفيه بهجة صاخبة زيادة!!د
ههابقى أكتب موضوع على الكلمة! حلو أوي أوي الجو والشكل بتاع البلوج يا هوبا.. أنا لي ربع قرن عايزة أضخ دماء جديدة في بلوجي ومش عارفة لأن الفكرة أصلا لسه مش متبلورة عندي.. المهم، أنا مش قرأت حاجة لسه بس حبيت أفرح بيكِ

**************:

هبة المنصورة يقول...

يادنيا شتى فيونكات
ورخى على دودو بالذات
تخيلى كده لو فعلاً الدنيا شتت فيونكات ستان بكل الألوان؟

أية الشقية الشعنونة يقول...

السلام عليكم انا أية تشرفت جدا بزيارة مدونتك يا هبه وبجد كتاباتك تحفة جدا بالذات موضوع الميلفيه الغطى بالمربى ده شاددنى أوى
هههههههههههههههههه
يارب تقبلينى صديقة جديدة
rahafalone@hotmail.com
aya_zekry@yahoo.com
والسلام ختام

هبة المنصورة يقول...

رهف- اسم رقيق أوى :)
يا أهلاً وسهلاً بيكى.. والمدونة فى أتم استعداد لتوصيل الطلبات للمنازل- قصدى المدونات الأخرى.. ميلفيه مربى وسكر وشيكولاته كمان